رواية عُرس الزين

(٠ مراجعات المستخدمين)   33   9
بواسطة mustafa babiker تم نشره في Jun 13, 2025
في الفئة - روايات المخضرمين
الطيب صالح دار العودة – بيروت 1988
"ولكن الزين كان فريدًا في نوعه. لم يكن قبيحًا فحسب، بل كان قبيحًا بطريقة مميزة، وبشعة تُلفت الانتباه. كان له فم ضخم، يمتد من أذن إلى أذن، وأسنانه بيضاء بارزة كأنها أسنان حمار، لكنها كانت نظيفة ولامعة دائمًا. عيناه صغيرتان متقاربتان، أنف أفطس، وجبهة عريضة. وكان طويل القامة، نحيل الجسد، وكثير الحركة. ولكن هذا لم يمنعه من أن يكون محبوبًا، بل كان محبوبًا بشكل غريب، محبته كادت تكون إجماعًا. كلما ظهر الزين في مكان، كانت الضحكات تعلو، والوجوه تستبشر. كان يشيع البهجة أينما حل. لم يكن يملك شيئًا، لا مال، لا جاه، لا حتى جمال، ومع ذلك كان يملك ما هو أغلى من كل ذلك: كان يملك القدرة على أن يحب الناس ويحبوه. وكان يملك تلك البراءة الفطرية التي تجعل منه طفلاً كبيرًا لا يعرف الحقد أو الكراهية. كانت ضحكته المعدية، وابتسامته الصافية، وطيبة قلبه، هي التي تجذب الناس إليه، وتجعلهم ينسون قبحه، أو بالأحرى، يرون فيه جمالاً آخر، جمالاً داخليًا يتجاوز المظاهر."
31 عربي
"عرس الزين" للطيب صالح هي رواية قصيرة ساحرة تُصوّر الحياة في قرية "ود حامد" السودانية. تدور القصة حول الزين، الشاب القبيح طيب القلب الذي يجلب الفرح للجميع، وكل فتاة يحبها يتزوجها رجل آخر وتصبح سعيدة. تتصاعد الأحداث عندما يقرر الزين نفسه الزواج من نعمة، ليتحول الحدث إلى عرس استثنائي يوحّد أهل القرية. الرواية تحتفي بالجمال الروحي، وتُقدّم لوحة غنية بالمجتمع السوداني وتقاليده، بأسلوب يمزج الواقعية السحرية بعبق الفولكلور واللغة الشعرية. إنها قصة عن الحياة، الإيمان، والاحتفاء بالسعادة في بساطتها.
يشارك

"عرس الزين" ليست مجرد رواية، بل هي فريدة من نوعها من الخيال في الأدب العربي، تجسّد ببراعة عبقرية الطيب صالح في نسج الحكايات الشعبية السودانية بلمسة من الواقعية السحرية والعمق. هذه القصة القصيرة، والتي بدأت عام 1966 وتحولت لاحقًا إلى فيلم سينمائي، تقدم صورة حيوية ومبهجة للشباب السوداني في قرية "وداد" من التأثير في أعماله.

تدور أحداث الرواية حول الزين ، الشاب كيبيه الذي يمتلك شخصية بيضاء ونقية وضحكة معدية، تمثل البهجة لكل من حوله. على الرغم من كونها غير تقليدية، تمتلك قدرة غريبة على أن تصبح وسيطًا لحياة الآخرين؛ لأحب الفتاة، يتزوجها شخص آخر ويصيبها التوفيق في زواجها! لكن المفاجأة الكبرى تأتي عندما تقرر زين نفسها من فتاة تدعى نعمة . هذا الحدث غير مسجل في قاعات المجتمع ويثير التساؤلات، ليتحول إلى رسـم فقط جمع كل أهل المجتمع ويجسد روحها الأصيلة .

الطيب صالح في "عرس الزين" لا يكتف بسرد قصة زواج، بل يرسم لوحة اجتماعية ذات علاقات اجتماعية بتفاصيلها البسيطة والمعقدة. نتعرف على حنين ، ذلك الصوفي الغامض الذي يمثل الروحانية والتراث، وتناول الطعام وتقاليد العمال، والروابط المتينة بين أفرادها. رواية تحت في الجمال الروحي الذي تجاوز، وتبرز كيف يمكن أن تكون محورًا للبهجة والأمل في مجتمعه.

اللغة في "عرس الزين" شعرية، متدفقة، ومفعمة بالبدلة الرائعة ، تحترم البيئة جمالية النيل السودانية. يوصل بين الرصاصة واللهجة المحلية ببراعة، مما يعني للرواية أصالة وعمق. إنها قصة عن المجتمع المعروض، الإيمان بالقدرة، ومن يعشق الاحتفال يرقص بكل تناقضاتها وجمالياتها المخفية.

باختصار، "عرس الزين" هي وثيقة قوية وعميقة ، وأهم قارئ للتفكير في معنى الجمال، وتبقى واحدة من تنوع الأدبيات العربية وتركت أثرا طيبا في الذاكرة.

لا توجد مراجعات لهذا الكتاب الإلكتروني.

٠
٠ من أصل 5 (٠ مراجعات المستخدمين )

أضف مراجعة

تقييمك *

الكتب الإلكترونية ذات الصلة