رواية عُرس الزين
"عرس الزين" ليست مجرد رواية، بل هي فريدة من نوعها من الخيال في الأدب العربي، تجسّد ببراعة عبقرية الطيب صالح في نسج الحكايات الشعبية السودانية بلمسة من الواقعية السحرية والعمق. هذه القصة القصيرة، والتي بدأت عام 1966 وتحولت لاحقًا إلى فيلم سينمائي، تقدم صورة حيوية ومبهجة للشباب السوداني في قرية "وداد" من التأثير في أعماله.
تدور أحداث الرواية حول الزين ، الشاب كيبيه الذي يمتلك شخصية بيضاء ونقية وضحكة معدية، تمثل البهجة لكل من حوله. على الرغم من كونها غير تقليدية، تمتلك قدرة غريبة على أن تصبح وسيطًا لحياة الآخرين؛ لأحب الفتاة، يتزوجها شخص آخر ويصيبها التوفيق في زواجها! لكن المفاجأة الكبرى تأتي عندما تقرر زين نفسها من فتاة تدعى نعمة . هذا الحدث غير مسجل في قاعات المجتمع ويثير التساؤلات، ليتحول إلى رسـم فقط جمع كل أهل المجتمع ويجسد روحها الأصيلة .
الطيب صالح في "عرس الزين" لا يكتف بسرد قصة زواج، بل يرسم لوحة اجتماعية ذات علاقات اجتماعية بتفاصيلها البسيطة والمعقدة. نتعرف على حنين ، ذلك الصوفي الغامض الذي يمثل الروحانية والتراث، وتناول الطعام وتقاليد العمال، والروابط المتينة بين أفرادها. رواية تحت في الجمال الروحي الذي تجاوز، وتبرز كيف يمكن أن تكون محورًا للبهجة والأمل في مجتمعه.
اللغة في "عرس الزين" شعرية، متدفقة، ومفعمة بالبدلة الرائعة ، تحترم البيئة جمالية النيل السودانية. يوصل بين الرصاصة واللهجة المحلية ببراعة، مما يعني للرواية أصالة وعمق. إنها قصة عن المجتمع المعروض، الإيمان بالقدرة، ومن يعشق الاحتفال يرقص بكل تناقضاتها وجمالياتها المخفية.
باختصار، "عرس الزين" هي وثيقة قوية وعميقة ، وأهم قارئ للتفكير في معنى الجمال، وتبقى واحدة من تنوع الأدبيات العربية وتركت أثرا طيبا في الذاكرة.